لم تعد هواية قيادة الدراجات النارية مقتصرة على الذكور فقط، بل جذبت النساء أيضاً، وبات حضورها من الرياضات الموسمية الأكثر مُلاحظة، حيث تحث الأجواء الصيفية هواة قيادة الدراجات النارية الذين بدأت أعدادهم تتزايد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة للحصول على رخصة قيادة الدراجة النارية.
كما أن مجموعات في تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعية المتاحة في الهواتف الذكية، تضم أعداداً تصل إلى أكثر من ألف عضو من هواة قيادة الدراجات ومن مختلف شرائح المجتمع، يتم إنشاؤها لتحديد مكان التجمع والدعوة للمشاركة في الفعاليات وتنظيم الرحلات والتعرف على من يشاركهم الهواية نفسها وإن كان متواجداً خارج الدولة.
وأجمع الدراجون على أنهم اجتماعيون يتبادلون الحديث مع الآخرين في الشوارع، وأنهم شكلوا من خلال المجموعات التي تنطلق كأسراب الطيور في الشوارع فضولاً لدى البعض وأثارت اهتمام آخرين جعلتهم ينضمون إليهم بعد الحصول على رخصة قيادة الدراجة النارية.
*استهجان المجتمع ثم تقبله:
تسللت غالية شاكر الذي تُقيم في دولة الإمارات العربية المُتحدة، إلى عالم الدراجين بعد حصولها على رخصة قيادة مع اثنتين من صديقاتها، وامتطت دراجتها منطلقة في شوارع مدينة العين متحدية جميع القيود الإجتماعية، لِتتفاجأ بداية الأمر باستهجان البعض.
وعن تجربتها قالت: «منذ صغر سني أصبت بهوس قيادة الدراجات، ما دفعني مع مجموعة من الأصدقاء بينهم شباب وشابات للحصول على رخصة القيادة لأتمكن من شراء دراجة وممارسة هذه الهواية المحاطة بالمغامرة في مواقع آمنة، بعيداً من مصادر الخطر، لِتُطفِئ شغف الرغبة بتجربة تعتبر جديدة بالنسبة لي».
وأضافت: «في بداية الأمر كان العديد من أفراد المجتمع يستوقفوني خصوصاً عند الإشارات الضوئية، للتأكد من أن سائق الدراجة أنثى، إلا أن ذلك سرعان ما تلاشى مع مرور الوقت، حيث اعتاد أفراد المجتمع تواجدنا في الشوارع، وبعضهن تشجع لخوض التجربة بعد الحصول على رخصة لممارسة الهواية ضمن إطار قانوني.
ولفتت إلى أن تجربة قيادة الدراجات النارية تجعل الفرد اجتماعياً، إذ تُكسبه مهارات متعددة للتواصل مع الآخرين مهما كان الإختلاف، إلى جانب أنها تجعل الفرد مُتزناً إلى حد كبير خصوصاً عند خوض أي مغامرة، كما أنها تصبغ حياة الفرد بالسعادة، إذ إنها تعلم الفرد اتباع الأسباب التي تجعله سعيداً بعيداً عن المخاطرة، أو خوض مغامرة غير محاطة بعوامل الأمان والسلامة.
*التَحضُر وتقبل الفكرة:
قال عبدالله العامري موظف في دولة الإمارات: «تزايدت أعداد الدراجون، ما تعود أسبابه إلى التحضر المجتمعي الذي بدأ يتقبل فكرة قيادة الشاب أو الفتاة للدراجة، وأيضاً عوامل الأمان والسلامة في الطرق المُمهدة والمهيأة لقيادة الدراجة بأمان إلى جانب أن تزايد الأعداد واعتياد السكان على مشاهدة الدراجون في الشوارع بشكل مُنظم والقيادة بدون طيش أو تهور أزالت خوف بعض الأهالي على الأبناء».
وذكر أن هذه النوعية من الهوايات تتميز بأنها تجعل الفرد اجتماعياً، حيث نجد دراجين زائرين للدولة، سرعان ما نتوجه إليهم، ونتبادل الأحاديث المشتركة حول الهواية التي غالباً ما تنتهي بتنظيم فعاليات أو رحلات مشتركة، كما أن الدراج لا يتأخر عن تقديم المعلومات لأي فرد يستوقفهم ويطلب بعض المعلومات عن كيفية البدء بممارسة ركوب الدراجات وغيرها.
*متعة وأخلاقيات مشتركة:
أفاد أحمد جمال، موظف أيضًا، أنه حصل مؤخراً على رخصة قيادة دراجة نارية- وأن أصدقاءه شجعوه على قيادة الدراجات النارية، وأوضح «وجدت في قيادتها متعة مختلفة عن غيرها من الهوايات، كما أنها تجعل الفرد يشعر بنوع من الإتزان، كما تدفعه نحو الالتزام بقواعد وقوانين السير والمرور، خصوصاً أن عدم اتباعها من قبل أي سائق قد يعرض حياة الهاوي للخطر».
وأضاف أن هذه الهواية تضع الفرد في قالب مسؤولية تجاه نفسه ومجتمعه حيث إن الهاوي يلتزم بجملة من الأخلاقيات التي يجب عدم تجاوزها سواء كانت اجتماعية في تعامله مع الآخرين من الهواة أو الأشخاص الذين يثيرهم الفضول والرغبة بقيادة الدراجات النارية، أو مرورية تتمثل بإتباع كافة القوانين المرورية، وأيضاً الإنسانية حيث يحرص الدراجون على تقديم المساعدة لغيرهم من الدراجون في حال تعرضهم لأي موقف أو عطل مفاجئ.
وأشار أويس الرفاعي مهندس مدني، إلى أنه تفاجأ بعد انضمامه إلى عالم الدراجين أن هذه الهواية غير مقتصرة على فئات محددة حيث تضم أطباء ومهندسين ورجال أعمال وموظفين وطلبة جامعات من مختلف أطياف المجتمع من الجنسين، مشيراً إلى أن الدراجين يندمجون جميعاً وينخرطون في قالب هواة تجمعهم اهتمامات وصفات وأخلاقيات مشتركة إلى حد كبير.
وأكد أن هذه الهواية أكسبته مهارات عديدة من بينها القدرة على ضبط النفس وعدم التهور والانضباط.
التعليقات